الموسوعيّة و الوسطيّة في المنهج
إلى جانب رسوخ قدم الشيخ في العلم الشرعي، والآلي، فإنه كذلك مدرسة في الأخلاق والثقافة والأدب بشقيه (الفصيح والشعبي)، وذاكرة أمّة بكلّ أبعادها و تجلياتها..
يحفظ أدب هذا المنكب البرزخي، الذي تتنازعه أغراض شتّى، وجهات مختلفة، فتسمع مدح الأمراء وسرد فضائلهم وملاحمهم، والثناء على العلماء والشيوخ وذكر مناقبهم وخصالهم، كما يستوقفك الغزل الرقيق، والنسيب الجزْل، والطرافة و المداعبة، والنقائض التي تقع بين الأتراب من أدباء القُطر وشعرائه..
وعن موسوعيته واتّساع مداركه المعرفية، يؤكد الرئيس محمد جميل منصور، أنك إذا سألته في العلوم الشرعية أجابك مؤصّلا ومفصّلا ومقنعا.. وإذا كانت بغيتك الأدب والشعر فصيحه ولهجيّه، يستدعي لك من الشعر أعذبه، وأصدقه، ومن "لغن" أروعه وأجوده.. مضيفا أنه له في السيرة والتاريخ وأخبار هذه الساكنة جولات، ومعرفة بالأعلام والأحداث والتواريخ..
من جهته أكّد العلامة القاضي: الداه أعمر طالب، أن الشيخ لا يتميز بالعلم وحده، ملفتا إلى أن العلم موجود بين الناس بكثرة، مشيرا إلى أن الميزة التي حباه الله بها، هي أنّه يشكّل لوحة فنيّة للكلّ، فالأدباء يجدون فيه ضالتهم، والطلاب يجدون فيه ضالتهم، والظرفاء يجدون فيه ضالتهم، و المنابر تجد فيه ضالتها..
أما الشيخ محمدّ سالم جدّو، فقد عبّر عن وسطيته بقوله:
مصيبا لدى الإفتاء ليس بمائع
يحاذي أخا شأن وليس بجامد..
وقد أشار البحّاثة الشاب: عبد الرحيم النحوي، في سانحة له عن الشيخ أياما قبل وفاته، أنه ما التقى به، إلا وأشنده بعض أشعار الموريتانيين التي لم يظفر بها قطّ..
كما حدّث الكاتب و الأديب: أحمد ولد البو، أنه في إحدى زياراته للشيخ، خيّره ذات يوم بين هديّة ماديّة تتمثّل في فضفاضة (درّاعة)، أو أن ينشده نصّا من الشعر الشعبي، (طلعه من لغن)، لم يسمع بها مُسبقا، اختار ولد البو العرْض الأخير، وكان له ما أراد، فأسمعه نصّا لم يطّلع عليه في السابق..
علّو في الحياة وفي الممات
يذكر عن بعض تلاميذ الإمام مالك، عند ما جاء نعيه وهو في العراق، وقام أهل العلم فيه بتعطيل حلقات الذكر حدادًا على وفاة الإمام، وأُقيمت مجالس عزاء. يذكر عنه قوله: "ما عرفنا قدر مالك حتى توفي" وهذا يدل على عظم مكانته في قلوب الناس، حتى أولئك الذين كانوا بعيدين عنه جغرافيًا. هكذا جاء نعي الشيخ من طرف مجاهدين مرابطين في الثغور، وهيئات إسلامية عالمية، وعمّ الأسى والحزن مختلف بقاع الدنيا..
وبالرغم من تأخر وصول الجنازة القادمة من الديار التونسية، (الواحدة صباحا)، فقد شهدت جنازته حضورًا جماهيريًا واسعًا، حيث تجمّع عشرات الآلاف ورابطوا مع ساعات النهار الأخيرة، لتأدية الصلاة عليه وتوديعه. وقد أجمع متابعون ومراقبون على أن حجم حضور المشيعين، هو الأضخم على مرّ تاريخ البلد..
وقد توافد المشيعون من مختلف أنحاء الوطن للمشاركة في الصلاة عليه، وتشييع جنازته، تقديرا لدوره ومساهمته في الدعوة ونشر العلم والثقافة والأدب..
كما كان تفاعل المشيعين مؤثرًا، حيث عبّروا عن مدى حزنهم وأسفهم لتوديع علم من أعلام العلم، نفع الله بعلمه، وهدى بحسن سمته، و وضع له القبول بين عباده.. ولتدافع المشيعين، وعدم السيطرة على التنظيم، داخل وخارج باحات المسجد والطرق المؤدية إليه، فقد تأخرت الصلاة عليه، في مسجده (جامع ابن كثير) ليتمّ نقله مباشرة، لأداء الصلاة عليه ثانية في قريته (تنغدج) ودفنه بمقبرتها قبيل صلاة الفجر..
تدفّق وتوافد المعزّين
ما إن تمّ دفن الشيخ مع ساعات الصباح الأولى يوم الجمعة، حتى بدأت الوفود القبلية و الجهوية والرسمية..، تتوافد من مختلف أصقاع البلاد، بل وخارجها، حيث أن الجمهورية الصحراوية أوفدت مكلّفا بمهمّة في الرآسة، محمّلا برسالة خطيّة من طرف وزير الشؤون الدينية، وكذلك حركة حماس الصامدة، أرسلت هي الأخرى مبعوثا من طرفها، وذلك لتقديم العزاء، و مواساة ومؤازرة أهالي وذوي الشيخ..
وفي هذا الإطار سنتطرق للحديث عن بعض الوافدين، ملفتين إلى أن ما سنتناوله في هذا الملف، هو مجرد أمثلة بسيطة، من عشرات الوفود الممثلة لمختلف الجهات الدينية والتربوية والدعوية والقبيلية والجهوية والثقافية والأدبية والسياسية، ومن مختلف أصقاع البلاد.. ومن ذلك على سبيل المثال لا الحصر:
- السلطات الإدارية، برئاسة والي ولاية اترارزة، وعضوية حاكم مقاطعة بوتلميت، والمستشار بالرآسة المكلف بالشؤون الدينية الشيخ أحمد ولد النيني.
- إمام المسجد الجامع: العلامة أحمدو لمرابط حبيب الرحمن.
- رئيس مركز تكوين العلماء: الشيخ محمد الحسن الددو.
- رئيس البرلماني: محمد ولد مكت.
- أمير اترارزه: أحمد سالم ولد احبيب.
- المكتب المركزي لجمعية المستقبل، وظلّ مرابطا طيلة ايام التعزية.
- رابطة العلماء الموريتانيين.
- رابطة الأئمة.
- المنتدى الإسلامي الموريتاني.
- جماعة الدعوة التبليغ.
- المنتدى العلمي لإذاعة القرإن الكريم، صحبة مدير الإذاعة.
- المجلس العلمي لمركز تكوين العلماء.
- مكتب جمعية المستقبل على مستوى مقاطعة روصو.
- مكتب جمعية المستقبل على مستوى مقاطعة بوتلميت.
- المجلس العلمي لمحظرة خير الورى.
- زاوية آل الشيخ أحمد أبي المعالي.
- زاوية الشيخ محمد المالي ولد البخاري.
- زاوية آل النحوي.
- زاوية الشيخ ول أمّنّي.
- زاوية الشيخ سيدي محمد التاكنيتي.
- زاوية أهل الشيخ آيّاه.
- زاوية آل المشري.
- زاوية آل خيري.
- زاوية آل الطلبه.
- زواية الشيخ علي الرضى.
- معهد اللغة العربية لغير الناطقين بها.
- جمعية البر والإحسان بتجكجة، والتي ظلّ رئيسها (الشيخان ولد عبد القادر) مرابطا طيلة أيام التعزية.
- رابطة الشرفاء الأدارسة.
- الشيخ إبراهيم (المفتي) ولد الشيخ سيدي.
- الشيخ محمد سيديا (النووي) ولد اجدود.
- الشيخ عبد الله ولد امينو.
- الشيخ محمد سالم المجلسي.
- الشيخ علي ولد امبي.
- الشيخ بوميه ولد ابياه.
- العلامة محمدو سالم ولد جدو.
- الشيخ محمد ول آبواه.
- الشيخ يعقوب ولد ابيه.
- الإمام النح ولد عبد اللطيف.
- الإمام محمدن ولد يحظيه.
- الإمام الحسن ولد حبيب الله.
- الشيخ محفوظ ولد إبراهيم فال.
- الوزير حبيب ولد حمديت.
- الرئيس صالح ولد حننه.
- الرئيس امادي ولد سيدي المختار.
- الرئيس جميل ولد منصور.
- الرئيس محمد غلام ولد الحاج الشيخ.
- الرئيس داود ولد أحمد عيشه.
- النائب السالك ولد سيدي محمود.
- العلامة القاضي الداه ولد طالب اعمر.
- رئيس السلطة العليا للصحافة السمعيات البصرية (الهابا) الدكتور ديد ولد الحبيب.
- مكلف بمهمة بالرئاسة الدكتور أحمد سالم ولد الفاضل.
- الرئيس محمد محمود عبد العزيز الشيخ الحسن.
- المدير محمد محمود أبو المعالي.
- رجل الأعمال الحسن ولد الشيخ.
- العمدة محمد أحمدو وا.
- الدكتور إبراهيم الكلي.
- المدير سيدي محمد معي.
- الدكتور يحي الهاشمي.
- الولي محمذن ولد محمودا.
- الإمام رباه رب ولد حبيب الله.
- رئيس جمعية إيثار النائب سلامي عبد الله.
- الشيخ عبد الرحمن عدود.
- القاضي شيخنا ولد لمات.
- طاقم مركز النور الصحي، بقيادة الدكتور محمد عالي محمد الباقر.
- رجل الأعمال عبدو ولد محم.
- رجل الأعمال سيدي محمد ولد غده.
- حزب الإنصاف أوفد مجموعة من أطره المركزيين والمقاطعيين.
- رجل الأعمال احمد ولد سالم.
- الشيخ محمد يحي عدود.
- الدكتور محمد محمد سالم عدود.
- النائب القطب ولد لمات.
- الإمام محمد الأمين اجاه.
- الدكتور محمد الدده.
- الإمام محمد عالي ولد لمرابط.
- الأمين العام الوزارة الشؤون الخارجية: الدمان ول همّر.
- الأمين العام لوزارة الشؤون الإسلامية: بيت الله ول احمد لسود.
- الدكتور عبد الرحمن ولد الطلبه.
- الجنرال العربي ول جدّين.
- الشيخ أحمدو ولد أحمد سالم ولد سيدي، المدير العام للوكالة الموريتانية للشؤون البحرية.
- الصحفي عبد الرحمن ولد الداه.
- رجل الأعمال محمد سالم ولد عبدو.
- الدكتور محمد ولد احظانه.
- العمدة والأديب احمد ولد الوالد.
- الدكتور التقى ولد الشيخ.
- الصحفي أحمدو ولد باب ولد ابنو.
المدير احمد بدي أحمد منّن.
- القاضي محمد المختار عبد الصمد.
- الأديب محمد الأمين ولد النّن.
- الأديب عبد الله محمد الكبير غالي.
- الكاتب والأديب النبهاني ولد امغر.
- الوزير محمد سالم ولد زين.
- النائب عبد الرحمن ولد آدب.
- الدكتور أحمد دولة ولد المهدي.
- الشاعر أحمد أبو المعالي.
وغيرهم من الشخصيات الدينية والدعوية والثقافية والسياسية الأدبية كثير..
يتواصل