أشرف فخامة رئيس الجمهورية، السيد محمد ولد الشيخ الغزواني، زوال اليوم الاثنين بقرية بني نعجي في مقاطعة كرمسين باترارزة، على تدشين محطة إزالة الطمي، ووضع حجر الأساس لأشغال توسعة قدرات المعالجة والضخ ضمن منشآت آفطوط الساحلي، وذلك في إطار الجهود الرامية إلى تعزيز الأمن المائي وتزويد العاصمة نواكشوط بالمياه الصالحة للشرب.
وستمكّن محطة إزالة الطمي من خفض عكارة المياه الخام القادمة من النهر خلال موسم الأمطار، مع رفع القدرة الإنتاجية إلى 240 ألف متر مكعب يوميًا من المياه المعالجة، حيث يتم تقليص المواد العالقة (MES) من 2400 ملغ/لتر عند المدخل إلى 500 ملغ/لتر عند المخرج.
ويُنتظر أن تسهم هذه المنشأة الاستراتيجية في تأمين تزويد نواكشوط بالمياه الصالحة للشرب والحد من التحديات المرتبطة بالمياه خلال المواسم المطيرة.
وقد بدأت الأشغال في هذه المنشأة في يناير 2025 وتولت الشركة الصينية SINOHYDRO تنفيذها بمبلغ قدره 14.620.000 دولار أمريكي وبمدة آجال 7 أشهر تليها فترة تشغيل شبه صناعي مدتها 15 شهرا.
وتتألف المنشأة من عدة مكونات رئيسية: مصنع لإزالة الطمي، ومبنى للمعالجة الكيميائية، وأنابيب الربط والتصريف، ومرافق إدارية وسكنية.
ويتألف المصنع من (6) وحدات معالجة قابلة للزيادة إلى (10) وحدات، تضم كل وحدة ثلاثة أحواض للخلط السريع، والتلبيد، وإزالة الطمي.
وقد استُخدم في بناء جميع هذه الأحواض حوالي 4200 متر مكعب من الخرسانة و1200 طن من حديد التسليح بأقطار 16 و20 مم.
كما جُهزت كل وحدة معالجة بخلاط سريع وآخر بطيء، ومضختين لاستخراج الحمأة وإعادة التدوير، وصمام تحكم.
أما مبنى المعالجة الكيميائية، فيتكون من (4) وحدات: وحدة التخثير PACووحدة البوليمرPAM، ووحدة الكلورChlore، ووحدة الجيرchaux وتتم المعالجة الكيميائية في هذه الوحدات باستخدام (10) أحواض و(14) مضخة، إضافة لخمس مضخات احتياط .
وفيما يخص أنابيب الربط والتصريف، تم تركيب 1610م من الأنابيب الفولاذية بأقطار تتراوح بين DN200 إلىDN1500 .
وتضم المنشأة مرافق إدارية وسكنية، ومبنى للمراقبة والتحكم وثلاث فلل لسكن العمال.
أما مشروع وضع حجر الأساس لتوسعة قدرات المعالجة والضخ ضمن منشآت آفطوط الساحلي، فتتمثل أهدافه في رفع القدرة الإنتاجية للمياه من 150,000 م³ يوميًا إلى 225,000 م³ يوميًا، أي بزيادة إضافية قدرها 75,000 م³ يوميًا، وذلك في إطار تعزيز ولوج السكان إلى مياه الشرب وتلبية الطلب المتزايد على هذه الخدمة الحيوية.
ويتضمن المشروع إعادة تأهيل محطة المعالجة في بني نعجي، وإنشاء حوض ترسيب ثالث في بني نعجي ومحطة ضخ جديدة في تكنت، وتجهيز محطة المعالجة بالكيلومتر 17 بأربعة فلاتر إضافية، ومضخة خامسة لمحطة الضخ عند الكيلومتر 17.
ويُنفَّذ المشروع بتمويل من الحكومة الفرنسية بلغت قيمته 43 مليون يورو، فيما أوكل التنفيذ إلى الشركة الفرنسية RAZEL، على أن تستغرق الأشغال 30 شهرًا.
وفي كلمتها بالمناسبة، أوضحت معالي وزيرة المياه والصرف الصحي، السيدة آمال بنت مولود، أن بلادنا واجهت مؤخرا تحديا بيئيا عسيراً تمثل في نسب ارتفاع الطمي في مياه النهر، حيث سجل في الفترة الأخيرة معدلات قياسية، مشيرة إلى أن هذه الوضعية انعكست بشكل مباشر على المياه الموجهة إلى العاصمة نواكشوط، إذ اضطرت المنشآت على العمل في ظروف استثنائية بالغة الصعوبة فاقت القدرات المصممة عليها.
وقالت إن توفير المياه يأتي في صدارة أولويات فخامة رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني، الذي وجه بحل جذري لمعضلة طمي مياه النهر، مضيفة أنه تنفيذا لهذه التوجيهات بادرت الحكومة إلى جمع الاستشارات العلمية وإنجاز الدراسات ليكون الحل في تصميم وبناء منشأة ترسيب جديدة مستقلة يفوق حجمها المنشآت القائمة قبلها، حيث تم التعاقد مع الشركة المنفذة ومكتب المتابعة في نهاية ديسمبر 2024، لتنطلق الأشغال في وتيرة لا تتوقف ليلا ونهارا حتى اكتملت المنشأة في وقت قياسي لم يتجاوز 7 أشهر.
وأكدت معالي الوزيرة أن هذه المنشأة حصن مائي يحمي العاصمة نواكشوط من تقلبات المناخ، مبرزة أن هذا الحل جُرب في العديد من دول العالم وأثبت فعاليته من خلال تأمينه للإنتاج وتدفق المياه في أصعب الظروف.
وقالت إن انطلاق مشروع توسعة قدرات المعالجة والضخ ضمن منشآت آفطوط الساحلي يتزامن مع تقدم الأشغال في خط ايديني، الذي سيرتفع الإنتاج فيه إلى أكثر من 100 ألف متر مكعب يوميا على الأقل، مبرزة أنه في أقل من ثلاثين شهرًا سيتضاعف الانتاج الموجه إلى نواكشوط من المصدرين (آفطوط الساحلي – ايديني) ليصل 325 ألف متر مكعب يوميا بعد أن كان في حدود 150 ألف سنة 2020 و190 ألف حاليا.
واستعرضت معالي وزيرة المياه والصرف الصحي، الأقطاب المائية التي يجري العمل عليها، لتعزيز الأمن المائي وضمان الخدمة لسكان العاصمة.
كما استعرضت الدراسات التنفيذية لأقطاب الصرف الصحي الشامل لمدينة نواكشوط، والتقدم الحاصل في البرنامج الاستعجالي لتنمية مدينة نواكشوط.
بدوره عبر رئيس مجلس جهة اترارزة، السيد محمد ولد الشيخ عن اعتزازه بزيارة رئيس الجمهورية لقرية بني نعجي ومقاطعة كرمسين لتدشين هذه المنشآت، مشيرا إلى أن هذا المشروع الاستراتيجي يعكس رؤية فخامته الحكيمة لتأمين الأمان والاستقرار المائي، والاستجابة لتطلعات المواطنين في تحقيق النفاذ التام للماء الصالح للشرب.
كما التمس من فخامة رئيس الجمهورية إعطاء الأوامر للقيمين على المشروع بفتح منافذ مائية لسقي القرى والتجمعات التي يمر بها المشروع والتي تعاني من شح مائي، ما سيخفف أعباء الولوج إلى الماء عن كواهلهم.
وعبر عمدة بلدية كرمسين، السيد الشيخ المستعين أحمياده، باسم ساكنة المقاطعة، عن تقديره وتثمينه لزيارة رئيس الجمهورية، متعهدا بالمضي قدُما خلف القيادة الرشيدة من أجل بناء موريتانيا متوازنة وآمنة ومزدهرة.
وأوضح أهمية هذه المشاريع الاستراتيجية على المواطنين، باعتبارها مشاريع تؤسس للأمن المائي، وتحقق العدالة الاجتماعية، وتكرس مفهوم الدولة الراعية لمواطنيها بلا استثناء.
من جانبه، قال سعادة السيد تانغ زهونغ دونغ سفير جمهورية الصين الشعبية في موريتانيا، إن تدشين مشروع المعالجة الأولية للمياه الخام في بني نعجي، يتوج مسار علاقات التعاون بين البلدين، كما يأتي تدشين المشروع بالتزامن مع الذكرى الستين لإقامة العلاقات الدبلوماسية بين الصين وموريتانيا، والتي تشهد تعاوناً متزايداً في شتى المجالات.
وقال إن الماء هو مصدر الحياة، وإن المشروع سيسهم في رفع استقرار التزويد بالمياه للعاصمة إلى أكثر من 90%، والحد من الأمراض المنقولة عبر المياه.
من جهته، أوضح سعادة ليك بوابيه، المستشار الاقتصادي بالسفارة الفرنسية في نواكشوط وممثل الخزينة العامة الفرنسية، الجهة الممولة لمشروع توسعة قدرات المعالجة والضخ ضمن منشآت آفطوط الساحلي، أن مساهمة شركة ATK الفرنسية ستشمل توفير أربعة مرشحات لمحطة PK4، وإضافة مضخة خامسة إلى محطة PK17 وإعادة تأهيل أنظمة المعالجة القائمة، سواء التابعة للحكومة الموريتانية أو لشركة “رازال”.
وعبر عن فخر فرنسا بمواكبة موريتانيا في قطاع حيوي يمس حياة المواطنين بشكل مباشر.
جرى الحفل بحضور معالي الوزير المكلف بديوان رئيس الجمهورية السيد الناني اشروقة والوالي المساعد لاترارزة وحاكم مقاطعة كرمسين؛ ومنتخبي مقاطعة كرمسين وولاية اترارزة.